ما يجب أن تتعلمه الأجيال من حرب أكتوبر

لم تكن حرب أكتوبر مواجهة بين سلاح وسلاح آخر. بل كانت بين جيش يملك أحدث ما أنتجته الترسانة الأمريكية. وجيش يملك روحاً إيمانية. وعزيمة قتالية. ورغبة فولاذية في تحرير الأرض والعرض والكرامة .. ويملك فوق هذا وذاك إيماناً بالحق رغم تخلف سلاحه. وقلة عدته وعتاده.. !!
* لقد بني الجيش الإسرائيلي أسطورته الكاذبة في ست سنوات هي عمر النكسة والاستنزاف. وحقق جيشنا نصره. وحطم غطرسة عدوه. وكشف عن زيفه وبهتانه في ست ساعات. عبر خلالها أكبر مانع مائي "قناة السويس ". وحطم أقوي خطوط الدفاع حصانةً ومنعة ً "خط بارليف" الذي رأي البعض استحالة عبوره إلا بقنبلة ذرية .. !!
* لم يكن السلاح وحده هو صاحب الكلمة العليا في المعركة .. بل كانت الروح الإيمانية أشد قوة وبأساً وفتكاً .. وهو ما يدعونا للتساؤل : لماذا تخلت عنا تلك الروح الوثابة في مواجهة مشكلاتنا في التعليم والصحة والبحث العلمي والبطالة وغلاء الأسعار وضعف المشاركة السياسية. وغياب روح الفريق عند مواجهة المشكلات أو إنجاز الأعمال ؟!
* لماذا استغرقنا في توافه الأمور بشكل مبالغ فيه. وصنعنا المشكلة بسلبيتنا وجشع البعض منا. ثم وقفنا أمامها عاجزين ..نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا. وهواننا علي الحكومة ..؟!
* لو توفر لدينا قليل من روح أكتوبر ما تعثرت أقدامنا في مواجهة مشكلة مهما تكن صعوبتها. وما أطلت علينا فتنة "طائفية" بغيضة . تنهش في أمن المجتمع. وتعرض سلامه الاجتماعي للخطر. وينسي مشعلو حرائقها من أعدائنا في الداخل والخارج أن دماء المسلم والمسيحي اختلطت فوق رمال هذا الوطن دفاعاً عنه. ورغبة في تحريره. لا فرق بين هذا وذاك ولا فضل لأحدهما علي الآخر إلا بما قدم من تضحيات خالصة لوجه هذا الوطن .. لماذا ينسي هؤلاء أن من موجبات المواطنة أن نمارس حق الاختلاف في الرأي والعقيدة. وأن رداء الوطن يتسع للجميع.. فمصر وطن يعيش فينا وليست مجرد وطن نعيش فيه .
* ما أحوجنا لاستلهام روح أكتوبر. نواجه بها مشاكلنا. ونربي عليها أبناءنا ونلتف بها حول قائدنا لنعبر معه عبوراً جديداً آمنا نحو مزيد من الديمقراطية والحرية والاستقرار .. لندعْ خلافاتنا السياسية والحزبية وانشغالنا بتوافه الأمور .. فالوطن أكبر من أن ننساه وننشغل بأنفسنا ومصالحنا الضيقة ..!!