وبدأت الكارثة !

وبدأت الكارثة !

"قبل حوالي 40 سنة كان حفظ العلم وإسناده إلى أهله أمرا مقدسا وكان طالب العلم يبلغ به الجهد مبلغه لتحصيله .
أما الأن وفي ظل التغيرات التقنية والحضارات الداخلة أصبح الداخل إليه مفقود والناقل سارق والباحث غير مكترث بسند ما عنه يبحث.
نعم نحن بصدد الحديث عن الانترنت ، ذلك النعمة العظيمة التي اصبحت على المبدع والمؤلف نقمة وحسرة ،
كيف وقد أصبح الناقل تحديدا يسرق ولا يبالي ولا يعلم أن سرقة العلم أعظم من سرقة الأموال والمتاع.
دعونا ببساطة نتحدث عن شيء ملموس حتى لا يطول بنا الحديث :
لعلك في يوم اضطررت أن تبحث عن معلومة أو مقال ففوجئت بآلاف النتائج في آلاف المنتديات ولكن ليست هذه المشكلة :
المشكلة ألا تجد لها كاتبا أو باحثا أو مبتكرا يوجب علينا أن نسند إليه ذلك النناج .
لأن من نقلوا ذلك الموضوع في الحقيقة قاموا بسرقته بدون قصد ثم ننتبه حين لا ينفع الإنتباه .
إننا بحاجة لأن نعيد التفكير في ماهية الطريقة التي نقتطع بها المعلومة أو نستنسخ بها الموضوع كاملا.
وتعالوا ننظر في توابع النقل الغير منصف لا للكاتب ابتداءا ولا للباحث انتهاءا
وسأدرج هنا بعض تلك التوابع :
- ضياع جهد الكاتب أو المفكر الذي أراد أن ينفع الآخرين فأضر نفسه .
- إصابة الكاتب بالكلل والإحباط بعد ضياع جهده.
- إضطرار الباحث أن يلجأ للطرق التقليدية في البحث ابتعادا عن تلك المشكلة.
- انحدار مستوى انتشار المعلومات على مدار الوقت حتى تنعدم تلك الفائدة من الأنترنت .
- فقد القدرة على الحكم على المعلومة بصدقها أو كذبها لضياع سندها أصلا
- انتشار الأحاديث المكذوبة والشائعات وتناقلها بدون أدنى تفكير في البحث عن مصداقيتها وخاصة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- افقاد القدرة على السيطرة على تلك الشائعات والأكاذيب.
- اعطاء الفرصة لحديث الرويبضاء في كل المجالات لعد وجود الرادع .
- مساواة المبتكر بالناقل وذلك أشد الظلم.
- بدأ عصر الذبول للأنترنت وابتعاد المثقفين وأصحاب العقول الرائدة عنه .
فلعلك أدركت أخي القارئ أن المشكلة عظيمة وجل خطيرة على المجتمع بأسره .

ولكن لكل داء دواء ولكل مشكلة لابد من حل وإذا بدأنا بأنفسنا ونشر الوعي بين رواد الأنترنت سنساهم بشكل فعال في حل تلك المشكلة
ومنهج الحل أسرده كما يلي:
بالنسبة للكاتب ابتداءا :
- أن يلتزم بذكر عنوان داخل الموضوع خلاف العنوان الترويجي .
- أن يذكر مصدره من المعلومات ( ابتكار - استنباط ) ويذكر في ما اذا كان استباط : صاحب المؤَلف وتاريخ النشر .
- أن يكتب اسمه الحقيقي وتاريخ كتابته للموضوع قبل نشره - لا لقب المنتدى - حتى يتسنى للناقل أن يذكر ذلك.
- أن يحاول قدر الإمكان إخراج عمله بأحسن صورة دون أخطاء لغوية أو إملائية أو نحويه .
- أن يضع العنوان و النص كاملا بين علامتي تنصيص "...." وكما سيذكر لاحقا.
أما بالنسبة للناقل :
- عليه أن يذكر ما اذا كان نقله استنساخا أم استنباطا ( الاستنساخ : النقل الكامل لما بين علامتي التنصيص "..." أما الاستنباط فذكر جزء معين ويذكر بعده "انتهى" ثم يكمل كلامه )
- ذكر اسم المنتدى المنقول منه واسم الكاتب الحقيقي وتاريخ الكتابة والنشر -في المنتدى الأصلي-.
- التزام كلمة " منقول " في نهاية الموضوع وفي تحديد نوعه في المنتدى.
- عدم التجرئ على الجزء المستنسخ أو المستبط بأي تعديل أيا كان مادام قبِل أن ينقله ، وإن كان لا بد تعديلا ما نحويا أو لغويا أو إملائيا فيذكر ذلك في نهاية الموضوع .
- عند النقل من موضوع أصله منقول : * ان كان منقول من منتدى فيحق كتابة المنتدى الأصلي بعد مراجعة الموضوع فيه .
* وان كان منقولا من كتاب أو من كلام عالم أو شخص فإنه يذكر سلسلة الناقلين - الرواه - بأسمائهم الحقيقية إذا لم يجد الناقل الأصلي فإن وجد له أصلا ذكره فقط .
- في حالة نقل الصور أو مقاطع الفيديو أو البرامج ونحوه فإنه يسري عليها ما يسري على النصوص .

وفي ختام الحديث أتمنى أن يعي صاحب العقل الرشيد أن عدم التزامه بآداب النقل والنشر فإنه بذلك يساهم في تضييع نتاج المفكرين والمبدعين .
أتمنى من الله العلي القدير أن يجعل كلامنا لوجهه خالصا ولاصلاح الأمة عاملا وناصحا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ."

حسام مصطفى محمود
14/7/2010